بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الاولى : نظرة في الجن
تعريف الجن : عالم اخر غير عالم الانسان وعالم الملائكة , بينهم وبين الانسان قدر مشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والادراك , ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر , ويخالفون الانسان في امور من اهمها ان اصل الجان مخالف لأصل الانسان .
وسموا جناً لاجتنانهم اي استتارهم عن العيون , قالت تعالى : (( انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم )) سورة الاعراف /27 .
اصلهم اخبرنا الله ان الجان قد خلقوا من النار في قوله تعالى (( والجان خلقناه من قبل من نار السموم )) سورة الحجرات / 27 .
متى خلقوا ؟ لاشك ان خلق الجان متقدم على خلق الانسان لقوله تعالى : (( ولقد خلقنا الانسان من صلصال من حمأ مسنون , والجان خلقناه من قبل من نار السموم )) سورة الحجرات /26-27 .
ويرى بعض السابقين انهم خلقوا قبل الانسان بألفي عام وهذا لا دليل عليه من كتاب ولا سنة .
اسماء الجن في لغة العرب :
قال ابن عبدالبر : الجن عند اهل الكلام والعلم باللسان على مراتب :
فإذا ذكروال الجن خالصاً قالو جني .
فإذا اردوا انه مما يسكن مع الناس , قالوا عامر والجمع عمار .
فإن كان مما يعرض للصبيان قالوا : ارواح .
فإن خبث وتعرض قالوا : شيطان .
فإن زاد امره على ذلك وقوي امره قالو : عفريت .
لا مجال للتكذيب بعالم الجن :
انكرت قلة من الناس وجود الجن انكارا كليا , وزعم بعض المشركين : ان المراد بالجن ارواح الكواكب (مجموع الفتاوى 24 / 280 ) .
وزعمت طائفة من الفلاسفة ان المراد بالجن نوازع الشر في النفس الانسانية وقواها الخبيثة .( مجموع الفتاوى 4 / 346 ) .
وزعم فريق من المحدثين ان الجن مجموعة من الجراثيم والميكروبات التي كشف عنها العلم .
المشاهدة والرؤية :
كثيرا من الناس في عصرنا وقبل عصرنا شاهد شيئاً من ذلك , وان كان كثير من الذين يشاهدونهم ويسمعونهم لايعرفون انهم جن , اذ يزعمون انهم ارواح , او رجال الغيب , او رجال الفضاء ..
وقد حدثنا الثقات عن مشاهداتهم . فهذا عالم جليل يدعى الاعمش يقول : تروح الينا جني , فقلت له : ما احب الطعام اليكم ؟ فقال : الارز قال : فأتيناهم به فجعلت ارى اللقم ترفع ولا ارى احد , فقلت فيكم فيكم من هذه الاهواء التي فينا ؟ قال نعم فقلت فما الرافضة فيكم ؟ قالوا : شرنا .
اكتفي بهذا القدر اليوم وغداً اكمل معكم الحلقه الثانية ع حسب رغبتكم ~
المصادر
مجموع فتاوى شيخ الاسلام بن تيمية ( 4/ 346 ) , ( 24 / 280 ) ...
عالم الجن والشياطين - للشيخ عمر الاشقر ( 11 - 12 - 14 ) ...