ما أصعب العيش في هذا الزمن,,رغم توفر أمكانيات العيش فيه,,
ولكن أصبح لا يُطاق,,فكل شي فيه خاضع للتكلف,,
نتكلف الصداقة والعشرة والمعاملة والمظاهر,,
حتى الصراحة صارت ثقيلة على اللسان,,والصدق يستثقله الاخر,,
ففي كثير من الاحيان تتغاضى عن أشياء تبدو لك غير مقبوله,,
ولكن من أجل الحفاظ على الطابع العام,,
تُجبر على هضمها حتى وأن تناقضت مع نفسك,,,
فأحدنا لا يستطيع مثلاً أن يُبصًر أعز أصدقاءه بعيوبه,,فتراه يختلق البسمه
لصديقه,,ويصمت عن عيوبه خوفاً أن يجرحه,,
ويخفي في نفسه ما الله بهِ عالم,,
فالكلمة قبل نطقها صارت محسوبه,,وكذلك الافعال مراقبه,,
فإن نطقت ما يخالف مزاج الاخرين ,,ربما أنفضوا من حولك,,
وأن كان نطقك فيه الصواب,,
وإذا فعلت شي بناءً على قناعاتك,,قد يستنكره أقرب الناس إليك,,
وإن كان الفعل مباح,,,,
أي أنك مقيد بتلك المتغيرات التي طغت على المجتمع الذي تعيش فيه,,
وعليك أن تتكلف حسب ما اعتاد عليه الناس,,لتعيش مثلهم,,,
وهكذا تتكلف كل شي,,
تقول ما لا تريد,,وتفعل أشياء للاخرين على حساب نفسك,,
مثلاً كالذي ينتقي كلمات راقيه للتعبير عن ما يجول في خلده,,أو لتوصيل فكره,,
أو للمدح أو للمجاملات,,,بينما هو غير راضي على ذلك,,,
أو كالذي يستنفذ ما يملك حتى لا يُقال بأنه بخيل,,
أو كالذي يبالغ في المظهر سواءً في الملبس أو المسكن أو الكماليات,
حتى وأن تحمل فوق طاقته,,حتى وأن شعر بأنه يخالف ما في قرارة نفسه,,
ولكنه مرغم على التزامن مع متغيرات الزمن,,
لقد أستجاب الناس لهذه المتغيرات,,فكان كل شي خاضع للتكلف,,
لذا تشعر أنك فاقد الذات,,,,
أي أنك ملزم أن تعيش بصورة أخرى غير التي تتمنى أن تظهر فيها,,,
اليوم معظم الناس لا تملك حتى خيارها في اسلوب العيش,,
لأن العيش صار له نمط معين,والذي خالفه يسقط من الانظار,,بل قد ينظر اليه
البعض بنظرة أحتقار,,
في المقابل أن سواد الاعظم من الناس تشعر أنها لو تتحرر من هذا التكلف
وتتخلص من التناقضات المزعجة التي فرضت نفسها على الواقع,,
ولكنها لا تتجراء على ذلك حياءً أن ينتقصها الاخرين,,,
فالعلاقات قائمه على هذه المظاهر,,
ومواجهة الحقيقة أصبحت صعبه بالرغم أن البعض يتمنى مواجهتها,,
ولكن منهم من ينتظر أن يبادر الاخرون أولاً,,
وهكذا نستمر في تكلف الاقوال والافعال من أجل أن يقبلنا الاخرين,,,
كم هي صعبه هذه العيشه التي فقدنا فيها روح البساطه,,
تلك البساطه التي ترافقها لذة العيش والصراحه والصدق والحب والود بين
بين الناس,,
تلك البساطه التي نرى من خلالها جمال الحياه,,
كم نحن بحاجه الى هذه البساطه التي نتقبل فيها الاخر كما هو,
لا كما نريد نحن أن يكون, دام أن المخبر سليم,,,
لقد ذهبت تلك الايام ببساطتها وتركتنا نتكلف كل شي في هذا الزمن,,
حتى الابتسامه نتكلفها,,,,
لكم تحياتي