بسم الله الرحمن الرحيم
مشغولون بلا مهمة محاضرة رائعة وقديمة للشيخ سعد البريك بين فيها واقع الكثير من الشباب خاصة الملتزم الذي أشغل وقته بلا مهمة حتى أوهم نفسه بأنه مشغول ، فكثير من الشباب ضيعوا أوقاتهم في ما لا ينفعه في الدنيا ولا في الآخرة فلا تكاد تجد لها نشاط دعوي أو نشاط اجتماعي بل لا تجده أصلاً في خدمة بيته ثم هو يدعي أنه مشغول يزعم أنه لا يجد وقت يحك فيه رأسه !! ثم إنك إذا بحثت عن واقعه تجده مشغول بلا مهمة وكما قيل في المثل الإنكليزي ( منكي بزنس ) وبالعربي ( شغل قرود ) ، فالقرد دائماً في حركة يتنقل من شجرة إلى شجرة ومن مكان إلى مكان دون أن تفهم ما يريد ؟! .
هذا هو واقع شباب اليوم مشغول بالطلعات والسمرات خارج البيت وربما أثنى الركب ليس في حلقات الذكر ؟! بل في المجلس الخاص أمام القنوات الفضائية ، والبعض منهم مشغول ( بتمتير ) الشوارع ؟! ، ثم إذا سألت عنه قال : مشغول ؟! ، وإذا طلبت مساعدته قال : مشغول ، وإذا دعوته إلى اجتماع قال : مشغول وإذا عزمته قال : مشغول ؟! والغريب أن الكثير من المشغولون بلا مهمة يعتذر حتى ولو كان الموعد بعد شهر وربما قال لك بكل بساطة وبلاهة : إن كنت ( فاضي ) فأبشر ؟! بلا احترام ولا تقدير جعل مهمته التي لم تحدد بعد في ذلك الوقت أولى من إجابة دعوتك ؟! .
قلة فقط هم فعلاً مشغولون بمهمة ولكن الكثير بلا مهمة !! ، جدوله اليومي مثل جدول الحصص اليومية في المدارس لا يتغير إلا كل فصل دراسي والتغير إن حدث مجرد نقل مادة من وقت إلى آخر ، أما صاحبنا المشغول فمن العمل إلى المنزل ثم إلى ( الشلة ) ، وأما النوم فقد أخذ من وقته الكثير حتى نافس الصغير ؟! ، ثم إذا قام من النوم فإذا هو في حاجة إلى النوم لأنه جسمه تعب من كثر النوم والطامة لو أنه لم يصلي الفجر فمعنى هذا أنه مشغول بالنوم طوال اليوم !! والقاعدة الصحية تقول أنه كلما تقدم الإنسان في العمر قلت حاجته للنوم خاصة في هذا الوقت الذي لا يتطلب منا جهد ولا عرق ، أذكر يوماً وأنا طالب في معهد الإدارة أن مدرساً أمريكيا سألنا : كم ساعة تنامون في اليوم ؟! الغالب منا قال ثمان ساعات أو أكثر ؟! فقال باستغراب : هل أنتم أطفال !! ، انتم لا تحتاجون في هذا العمر إلا لخمس ساعات فقط للنوم ، وقد صدق لأن الكثير يشعر بالتعب والسبب كثر النوم وليس قلة النوم .
ها نحن مشغولون بلا مهمة ، وضعنا أنفسنا تحت رحمة الأشغال المزيفة ولو فكر أحدنا في نفسه لوجدها فارغة ولكنا أوهمنا أنفسنا وغيرنا بالشغل حتى ظننا أنفسنا أننا نختلف عن غيرنا فلا ورد للقرآن ولا وقت للأذكار ولا قمنا بواجب أهلنا وقطعنا الأرحام وفارقنا الأصدقاء وضاعت أوقاتنا في الصفحات الرياضية ومتابعة توافه الأخبار والقيل والقال ومسلسلات الفجار .
عن معاذ بن جبل أن رسول الله قال : " لا تزول قدم عبد يوم القيامة حتى يُسأل عن أربع خصال : عن عمره فيم أفناه، وعن شبابه فيم أبلاه، و عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن علمه ماذا عمل فيه " ، رواه الترمذي وحسنه الألباني .وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ : " نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس : الصحة، والفراغ" ، رواه البخاري .
الوقتُ أنفسُ ما عنيتَ بحفظه ..... وأراهُ أسهلَ ما عليكَ يضيعُ