رحم الله والدتكم ..
وخلفكم خيرا ..
خاطرتك أخي الكريم تثري الشجون وتذرف العيون ..
رحمها الله وأسكنها فسيح جناته ..
قالَ لها: ياأمي ( الديرة ُ ) كُربَة ٌ
قبلناها ولكن ْ بدونِك ِ كانت ْ أكرَب ُ
ماهَنِئتُ بطعام ِ مائدةٍ ماكنتِ عليها
ولا ارتويتُ بماء ٍ حينَ كنتُ أشربُ
كلُ يوم ٍ لمْ أسمَعك ِ فيهِ ضاع َ
وكُلُ سَهرَة ٍ ماكُنت ِ فيها لاتُحسَب ُ
لمْ تَعُد ِ الحَياة ُ بدونِك ِ كما كانتْ
باتَتْ إلى وَحشة ِ الصَحراء ِ أقرَب ُ
عطفُك ِ وحنانُك ِ ماكانَ لهُما مثيل ٌ
وكلماتُ الرِضا مِن كُلِ الكلام ِ أطرَب ُ
هلْ تَذكُرينَ يومَ السفَرِ وصاياكِ ؟
بأنْ أعتنيْ بنفسيْ وبالحلالِ أكسَب ُ
وأنْ لاأنساكمْ ولاأنسى وَصلَكمْ
ولاأطيلُ الغيابَ عنكُمْ ولكُمْ أكتُب ُ
ياأميْ أنا نفذتُ وَصاياك ِ ولكنْ
أتذكرينَ أيضاً ماكُنتُ مِنك ِ أطلُب ُ ؟
أنْ تبقيْ تاجاً يُـزين ُ رؤوسَنا
ومنْ حولِنا مَلاكاً يُـرَفرِفُ ولايَذهَب ُ
أنْ تبقي القَلبَ الذي يَجمَعُنا
والحُضنَ الذي دائماً إليهِ نَهرُب ُ
نَفَذتُ وَصاياكِ ولمْ تُحَقِقي طَلَبي
وتواعَدنا أنْ تَحضري وتركتيني أتَرقَبُ
سَيأتيْ الربيع ُ هذا العام ُ بدونك ِ
إنْ تَفَتَّحَتْ أزهارُه ُ فَعلَيها سأعتَب ُ
وإنْ مَنعَتني رُجولَتي إظهارَ الدُموع ِ
أعِدُكِ سأُغلِقُ الأبوابَ خلفي وأنتَحِب ُ
مايُواسيني أنهُ كأسٌ كلُ الناسِ ذائقة ٌ
في رحمةِ اللهِ لكِ اليومَ أحتسب ُ