الحايلي يهنئكم بقدوم الشهر الفضيل

[الحايلي]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،


أحمد إليكم الله، سبحانه وتعالى، الذي جعل الدنيا دار ممرٍ وعملٍ بلا حساب، وجعل الآخرة دار مقرٍ وحسابٍ بلا عمل، وأصلي وأسلم على سيدي وحبيبي ونور قلبي، محمد بن عبدالله، وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين.


أما بعد فإنه يطيب لي، وقد أظلنا شهر رمضان المبارك، أن أزف إليكم التهنئة الحارة بهذه المنحة الإلهية العظيمة، والدعاء الصادق بأن ييسر لنا المولى جل وعلا صيام هذا الشهر الفضيل وقيامه وكلَّ عملٍ صالحٍ فيه، وأن يمنحنا فيه أسباب القبول إنه ولي ذلك والقادر عليه.


أحبائي ،



يعود علينا رمضان، شرفه الله، هذا العام، ولكنه لم يعد على كثيرٍ من إخواننا وأهلينا وأحبتنا وأئمتنا. يعود علينا رمضان، هذا العام ونحن نرفل في مزيد النعم، ولكن هذه ليست حال كثيرٍ من إخواننا المسلمين، بل وغير المسلمين، في عديدٍ من أصقاع الأرض،يعود علينا رمضان، هذا العام وأمتنا، العربية والإسلامية، تتمنى أن تكون أحسن حالاً ولكنها، مع عظيم الأسف، ليست كذلك، يعود علينا رمضان، في هذا البلد الأمين، وقد قضت حكمة الله، جل وعلا، أن يرحل عنا أخوة لنا كانوا معنا العام..




إخوتي،



مع استحضار كل هذا وكثيرٍ غيره، أضرع إلى الله بالدعاء الذي ترون وأسألكم الله الذي أشرقت بنور وجهه السموات والأرض وصلح بقوامته أمر الدنيا والآخرة أن تؤمّنوا على دعائي:



الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً كما يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا وإمامنا محمدٍ؛ طب القلوب ودوائها، ونور الأبصار وضيائها، وعلاج الأرواح وشفائها، وعلى آله وصحابته الطيبين الأطهار.



اللهم إني أسألك بأسمائك الحسنى، ونورك الأسنى، وصفاتك العلا، ووجهك الكريم، وسلطانك القديم، وقدرك العظيم، وكل اسمٍ هو لك؛ سميت به نفسك؛ أنزلته في كتابٍ من كتبك، أو أطلعت عليه عبداً من عبادك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، اللهم إني أسألك باسمك الأعظم الذي إذا دعيت به أجبت وإذا سئلت به أعطيت.



اللهم إني أسألك بأنك أنت الله الذي لا إله إلا هو، الحي القيوم الفرد الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد، كما شرفتنا وأكرمتنا ببلوغ شهر رمضان أن تيسر لنا صيامه وقيامه والنهوض بكل حقوقه على الوجه الذي يرضيك عنا، ثم نسألك أن تتقبله منا وتنمَّيه لنا وتجعله سبباً في رضاك عنا ومثاقيلَ كالجبال في موازين حسناتنا يوم نلقاك، أما إخواننا وأهلونا وأحبابنا وأئمتنا الذين اخترتهم إلى جوارك ولم تبلغهم رمضان هذا، فإنا نسألك، يا لطيف يا رحيم، أن تتقبلهم بقبولٍ حسن، وتغفر لهم وترحمهم، وتُعتقهم من النار وتُدخلهم الجنة بلا حساب وتنقيهم، بالماء والثلج والبرد، من الذنوب والخطايا والآثام كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس. اللهم إن كل بني آدم خطاؤون ولكن قليلاً من عفوك ومغفرتك أعظم من جميع ذنوبهم، وقد قدم عليم أهلونا وأحبابنا ومعهم من الذنوب ما أنت أعلم به منا، اللهم فامح بعفوك الكريم كل ذنوبهم وأرجعهم منها كيوم ولدتهم أمهاتهم يا غفور يا رحيم يا كريم.



اللهم إن إخوانناً وأخواتٍ لنا في بلادٍ كثيرةٍ يعانون ظلم واستبداد غاشمٍ احتل دارهم، واغتصب خيراتهم، وأهان كرامتهم وكرامتنا معهم، وضيق عليهم كل سبيلٍ كريمٍ للعيش، أو يعانون شظف العيش، وسورة الجوع والعطش، وانقطاع السبيل، أو يعانون تسلط حاكمٍ أو سطوة ظالمٍ عسّر عليهم طاعتك، وضيق عليه سبل عبادتك، اللهم إن هان إخواننا هؤلاء على الناس فإننا نعلم، يقيناً، أنهم لا يهونون عليك، يا ذا الجلال والإكرام، اللهم اشدد أزرهم، وأفرغ عليهم صبراً، وانصرهم على عدوك وعدوهم، واكتب لهم، بفضل هذا الشهر الفضيل المبارك، من كل همٍ فرجا، ومن كل ضيقٍ مخرجا، وارحم أمواتهم، واكلأ أحياءهم برعايتك واحفظهم بعينك التي لا تنام، والطف بهم وبنا فيما جرت به المقادير.

اللهم إن إخواناً لنا بغوا علينا؛ فقتلوا أبناءنا وأهلينا، وروعوا آمنينا، وهتكوا حرماتنا، واستلبوا ودمروا أموالنا، واجترأوا على العهود والمواثيق التي آتيناها معاهدينا، وأسأوا إلى دينك الحنيف بقدر ما أساؤا إلى عبادك، اللهم فإنا نسألك، إن علمت فيهم خيراً، أن تهديهم إلى الحق، وتردهم إلى سبيل الرشاد رداً جميلاً، وتجعل ما معهم من قوة ورباطة جأش عزاً للإسلام ومنعة ووقاءً للمسلمين، وإن كان غير ذلك فإننا نسألك، يا جبار السموات والأرض، أن تمكِّن منهم، وتُظهر دينك الحق عليهم، وتُرغم أنوفهن وأنوف من يواليهم ويشد من أزرهم، وتأخذ منهم بثأر كل من اعتدوا عليه. اللهم وأصلح أحوال المسلمين في كل بقاع الأرض واجمع رأيهم وكلمتهم وردهم إلى دينك رداً جميلاً.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على السراج المنير محمد بن عبدالله وعلى آله وأصحابه أجمعين. وكل عامٍ وأنتم ومن تحبون بألف خير.

وتفضلوا بقبول وافر التحية والإحترام - الحايلي

[حنان مالك]

شكرا لك على الطرح الطيب لك منى اجمل تحية