في مقهى عرقة
.......
عَلى طَاولَةٍ نَائِيةٍ في المَقْهَى الإيطالي بِ عِرْقَة ..
أتـَانِي النــَّـادل بقهوةٍ إيطاليةٍ سُكّر زيَادَة ..
كَطَــعْمِ ريقِها ..
حُلوُ المَذاق ..
وقطعةٍ من الحَلوى ..
تفرَّستُ فيها .. وفي وجْهِها ..
تبرُزُ أمامَ ناظرِي ..
كالزُّبدةِ المُتمَاسِكة ..
التي دُهِنتْ بالكرَامِيلا العَسَليّة ..
وعلى صَدرِهَا حَبّةُ كَرْزٍ..
وُضِعتْ بِعِنَـاية ..
أثارتنِي بشمُوخِهَا ..
على هذه المادةِ الطّرِيّة بِثبَات ..
هَمَمْت ُمُلاعَبتَها بلِسَانِي ..
لا لا .. لا أريدُ القـَضاءَ عَليهَا ..
لَنْ أكُونَ نَزِقاً ..
لِتدومَ مَعِي ..
تفرَّستُ بشيءٍ من البـَلاهة في سَطـْحِها ..
لا أدري كيف تَداعَت لي صَفحةُ خدّها ..
هُنَاكَ عَلاقة ٌمُشترَكة ..
وجهٌ صَافٍ خَال ٍ مِن النتُوءَات ..
عسليُ اللـّـونِ .. فائقُ الجَودَة ..
لم تمسَسْه يـَـدُ المُزَيّنةِ مِنْ قَبلُ لِتعْبثَ بِه ..!
وجهٌ فِطريُّ الخِلْقةِ بَاذخُ الجَمَال ..
ترنّمْتُ ..
ليت القُمَر يسمحْ بِ (طلّة حبيبي) ..
كَــان البَشَر..غيّر مَفاهِيم وامْثـَال !
اتّـكأتُ بِيَدَيّ عَلىَ الطَاوِلة ..
حضَنتُ وجْهِي ..
ودَفَنْتُ ابتسَامَتِي ..
آآآه ,, إنّها بصُورتِها ..
تقفْ ..على مَرمَى البَصرْ !!
**
وقفَ النّادلُ أمَامِي ..
منَبّها بجَلافَةٍ مَعْهُودة ..
(سَلااة .. سَلاااة ) !!
فَ عُدتُ للحَــيَاة ..!
أبو البقاء