بسم الله الرحمن الرحيم
قال (تعالى) وهو الغفور الودود (14) البروج -- وقال تعالى ( واستغفروا ربكم ثم توبوا اليه ان ربى رحيم ودود (90) هود
فسبحان الله حين قرن اسمه الودود -- بالغفور - وبالرحيم فالود من الله -- (سبحانه ) من ابواب الرحمة ومن ابواب
المغفرة --- والودود -- فعول بمعنى فاعل وله ثلاث معانى -- المعنى الاول الودود بمعنى الواد -- والواد قريب من الرحيم
والود هنا قريب من الرحمة ولكن الفرق بينهما ان الرحمة تستدعى مرحوما ضعيفا اما الود لايستدعى ذلك - بل يستدعى الانعام على سبيل الابتداء
الثانى -- الودود - الذى يودد عباده بعضهم الى بعض --- قال تعالى ( ان الذين امنوا وعملوا الصلحات سيجل لهم الرحمن
ودا (96) مريم --
الثالث ان يكون فعول بمعنى المفعول -- فالله (تعالى ) مودود فى قلوب اوليائه - لكثرة انعامه واحسانه اليهم -- اذا فالودود هو المتحبب الى اوليائه بمعرفته
فأن عرفوا ربهم حق المعرفة لم يقتنو ا من رحمة الله (سبحانه ) وان علموا انه الرزاق استراحت الانفس من هموم
الرزق وان امنوا بانه القوى -- فلا يخافون من احد غيرة --- وهو المتودد الى المذنبين بالععفو والرحمة -- ففتح ابواب
الععفو والمغفرة والرحمة -- والتوبة امام العاصين فهذا من التودد اليهم حتى لا ييأسو من روح الله ( سبحانه ) وهو
المتودد الى عوام الناس [الانفاق والانعام والشفاء بعد المرض وتفريج الكروب عليهم فيجد عوام الناس فى انفسهم
ان الله (سبحانه ) تودد اليه [ بأن شفى ومده او اعطاه مالا من حيث لآيحتسب فالودود (سبحانه ) هو الذى يتودد
الى عبادة ولم يترك الله (سبحانه ) احدا الا يتودد اليه - وهنا من الود وليس من المحبة فا لله (سبحانه ) يتودد الى
الكافر والى العاصى والى الطائع بيد ان الطا ئعين هم الذين يحبهم الله (سبحانه ) اما العاصين فيتودد اليهم ليطعوه
فأن لم يفعلا غضب عليهم وادخلهم ناره فما نصيبك وحظك من اسم الله الودود فالله (سبحانه ) يتودد اليك ويودد الناس
اليك فهل توددت انت الى الله ( سبحانه ) ليحبك ---وبهذا القدر الكفاية لعدم الاطالة - وتقبلوا تحياتى