في كل عام أشارك في عملية إحصاء الحج التي تقوم بها مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات والتي تبدأ في اليوم التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة وتنتهي ظهر يوم التاسع من ذي الحجة وقد يتيسر لنا الحج بعد نهاية العمل كما حصل هذه السنة لله الحمد ، وذلك عبر منفذ الشميسي الجديد على طريق جدة - مكة وكالعادة كل سنة يعاني هذا المركز من كثافة الحجاج غير النظاميين والتي تزعم الجوازات التصدي لهم وإرجاعهم إلى جدة ولكن الحقيقة أنها لا تفعل لأن للحجاج غير النظاميين لهم طرقهم الخاصة المبتكرة للعبور من هذه النقطة فهم منذ ثلاث سنوات يعبرون هذا المنفذ بالمشي ؟! ينزلون من السيارات الخاصة قبل التفتيش ثم يسيرون على أرجلهم إلى أن يتجاوزوا التفتيش فتتلقاهم نفس السيارات التي قدموا عليها التي في العادة ما يتقاضى قائد السيارة مبلغ خمسمائة ريال ترتفع إلى ألف في حالة أن الحجاج بدون إقامة !! .
مقطع يوضح ما يحدث في مركز الشميسي :
الحجاج غير النظاميين يبررون هذا التسلل بسبب غلاء حملات الحج وقد يكون هذا صحيحاً ولكن الأصح أنهم يحجون كل سنة وبهذه الطريقة ثم هم يفترشون عرفات ومنى ويحولونها إلى فوضى ويضايقون الحجاج النظاميين كما حصل في قطار المشاعر ، ناهيك عن مخلفات هؤلاء الحجاج في عرفات ومنى التي تتحول إلى مزبلة في منظر مأساوي ساهمت فيه أيضاً قصور شركات النظافة في عملها خاصة هذه السنة ، والمضحك تواجد عمال وبكثافة يحملون أكياس النفايات على جسر الجمرات !! . الافتراش ولا شك يشكل أزمة في الحج كل سنة ولكن هذا لا يعني أن المفترشين كلهم حجاج غير نظاميين ؟! بل أكاد أجزم أن نسبة 60% من الحجاج المفترشين هم من حجاج الخارج ؟!! ، مما يعني أن هناك شركات تتاجر في الحج ولا تتقي الله في الحجاج .
مقطع يوضح المفترشين وهم يضايقون النظاميين على قطار المشاعر حتى كادت تحدث كارثة
إن أعظم مشكلات الحج تكمن في الحجاج غير النظاميين والقضاء على هذه الظاهرة لا يتم بهذا الأسلوب التي تتعامل معه الجوازت كل سنة ، فيفترض أن يكون الكفيل مسؤولاً عن هذا الحاج غير النظامي ، يسمح للحاج غير النظامي بالدخول إلى المشاعر لأنه من الصعب رد الحجاج وقد أحرموا بالحج ويكتفى فقط بأخذ اسم كفيل هذا الحاج وعنوان عمله ثم يغرم هذا الكفيل بمبلغ لا يقل عن خمسة آلاف ريال عن الحاج الواحد ففي هذا الحالة سيمنع الكفيل مكفوله من الحج أو على الأقل سيتحمل الكفيل الغرامة .
نجح موسم هذا الحج كالعادة فلم تحدث كوارث تعكر صفو الحج ولكن هناك سلبيات كثيرة هذه السنة غير طبيعية منها أزمة قطار المشاعر الذي تعرض لخلل أفجع الحجاج ، واقتحام الحجاج غير النظاميين لساحة القطار في مظهر كاد يحدث كارثة بسبب التدافع ، إضافة إلى مستوى النظافة في المشاعر كان دون المستوى وأيضاً التواجد الأمني قليل جداً وفشل خطة السير على الرغم من أن هذه السنة شهد انخفاضاً ملحوظاً في عدد الحجاج خاصة حجاج الخارج وإن زعمت الأرقام غير ذلك فأهل مكة شعروا بهذا النقص الكبير في عدد الحجاج قبل أن نشعر به .