بسم الله الرحمن الرحيم
بريال واحد عبر عن رأيك : هل تؤيد قيادة المرأة للسيارة ؟ أجب فقط بنعم أو لا !! ، هذه رسالة وصلتني عبر الجوال من أحدث طرق النصب والاحتيال التي ترعاها شركات الاتصالات ثلاثي النصب والدجل والتي دائماً ما تتبرأ منها ونحن تتساءل من أين حصلوا على أرقام الجوالات وهي من خصوصياتنا ؟! أما هيئة الاتصالات فقد وقفت متفرجة وربما هي مستفيدة وكل همها توقيع الغرامات على شركات الاتصالات بالملايين وهي التي من أهم أهدافها حماية المواطن من استغلال هذه الشركات ولكن تبين لنا أن هذه الهيئة ضد المواطن وشريكة في نهبه فقد سكتت عن جرائم السرق التي ارتكبتها شركة الاتصالات السعودية في حقنا من خلال صدور فواتير مبالغ فيها وصل بعضها إلى أرقام فلكية ، كما أنها وقفت في وجه مجانية التجوال الدولي بحجة خطره على الأمن وضرره على الاقتصاد والمواطن هو المتضرر الوحيد من قرارها التعسفي ؟!.
نتفهم أن شاعراً أو مغنياً يؤسس له رقم خدمة للتواصل مع محبيه ويعلن عنه في الصحف والمجلات والقنوات الفضائية أما أن تصلني رسالة على جوالي تطلب الاشتراك للتواصل معه فهذا هو الغريب ؟! ، توزيع أرقام جوالاتنا على كل من هب ودب يوحي بأن هناك تواطئاً من شركات الاتصالات لأنها المستفيد الأكبر ولا نشك أيضاً بأن هيئة الاتصالات مستفيدة كذلك لأن بإمكانها حماية المواطن من هذا الاستغلال بالضغط على شركات الاتصالات ومزودي الخدمة ووقف هذه المهزلة ؟! ؛ غير أن الذي لا نفهمه هذا التوجه الجديد وهو التعبير على الرأي بريال واحد فقط ؟! ، ويبدو أننا في هذا البلد مطالبين بالدفع في كل يوم إبتداءً من رغيف الخبز وإنتهاءً بإبداء الرأي والله المستعان ؟! .
وبما أن إبداء الرأي أصبح اليوم بالفلوس فقد فاتنا أن نتكسب من مصلحة الإحصاءات العامة ونمتنع عن إعطاء معلومة لموظف التعداد إلا بمقابل طالما أن المسألة الآن كل بريال وتكلم بريال وقل رأيك بريال فمن باب أولى أن لا تعطي أحداً معلومة عنك إلا بريال ؟! .