يا من فقدناه في المسجد
إلى من غاب عن الساحة إلى من يحمل قلباً ملؤه الخير إليك أخي الحبيب : أخاطب فيك قلباً طالما خشع لربه سبحانه
أخاطب فيك حساً مرهفاً نعم إنك تحمل قلبا لا ككل القلوب أعلم أنك تحب مكارم الأخلاق وأعلم أنك تحب الصدق مع كل الناس حتى مع نفسك .
إلى من فقدناه في المسجد إليك أخي الحبيب: أحمل قلمي ومحبرتي وأسطر هذه الكلمات عل الله أن يكتبها في ميزان الحسنات.
أخي: إن رحمة الله قريب من المحسنين فكن منهم إن الله يحب المتقين فكن منهم إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً فكن ممن أحسن.
أخي الحبيب: إن جماعة المسجد ليتساءلون وإن حيطان المسجد لتنتظرك وإن مصلاك لخالي ينتظرك نعم ينتظرك أنت.
أخي الحبيب: أما علمت أن ربك العظيم الغني الحميد يستزيرك فهل تعرض عن زيارته ألا تسمع مناديه كل يوم وليلة خمس مرات أن : (حي على الصلاة - حي على الفلاح )
أما سمعت قوله عليه الصلاة والسلام: { من سمع المنادي فلم يمنعه من إتباعه عذر قالوا وما العذر؟ قال : خوف أو مرض لم تقبل منه الصلاة التي صلى}رواه أبو داود.
بل قبل ذلك قول الله عز وجل: [وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ] البقرة: 43.أما علمت أنه لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد؟
أما علمت أن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء والفجر أما علمت أن نبي الله صلى الله عليه وسلم هم أن يحرق بيوت بعض من تخلف عن الصلاة في الجماعة ؟!
أما علمت أن صلاة الرجل في الجماعة تزيد على صلاة الفرد بـ 27 درجة ؟ أما سمعت قول ابن مسعود رضي الله عنه : ( لقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق قد علم نفاقه )
فأين أنت من زيارة بيت ربك الذي خلقك فعدلك في أي صورة ما شاء ركبك ؟ أين أنت من زيارة ملك الملوك .. ماذا تنتظر؟
أتنتظر الموت يأخذك على حين غرة ؟ ثم تقول :[ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ ] المؤمنون : 99-100
ماذا تقول : أتقول : [يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ] النبأ : 40 أم تقول : [يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيَهْ ] الحاقة : 25 أما تعلم أن ربك وهو أغنى الأغنياء ليفرح بتوبة عبده فرحاً عظيماً يليق بجلاله وعظمته أما تعلم أن ربك أرحم بك من الوالدة بولدها ومن رحمته بك أن كونك من نطفة قذرة حتى أصبحت رجلا وجعل لك السمع والبصر والفؤاد ثم قال : [كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ] الإسراء : 36
والله ثم والله إن القلب عليك ليحزن وإنا على فراقك لمحزونون نريد أن نرى صفحة وجهك المشرق معنا في بيت الله نريد أن تكثر سود المسلمين بين يدي الله نريد لك خيري الدنيا والآخرة, نريد لك بعدا عن ضيق الصدر وعن الهموم والمصائب والأحزان وأن لا تكون كمن قال الله فيهم : [وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (125) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى ] طه : 124 -126
ولا أحسبك إلا مستجيبا لهذه النداءات من أحبابك جماعة المسجد .
وفي الختام.. نريد أن نراك في مسجدنا.. فلا تحرمنا رؤياك.
وإلى لقاء قريب بإذن الله في روضة المسجد إن شاء الله تعالى.
مع تحيات إخوانك في جماعة المسجد .