حالتك نوع من القلق النفسي، أي أن المخاوف بجميع أنواعها تأتي تحت مظلة تشخيص واحد وهو القلق النفسي ، أقول لك أن المخاوف والوساوس هي سلوك مكتسب، وكل شيء مكتسب يمكن أن يُفقد عن طريق التعليم المخالف أو التعليم المضاد، وأفضل طريقة لعلاج المخاوف والوساوس هي أن يتجاهلها الإنسان أو يحتقرها وأن يتجنبها .
الخوف من الظلام لا داعي له أبدًا، هذا نشاهده كثيرًا وسط الأطفال، ولكنك الحمد لله بالنضوج والمقدرة التي تواجهينها فيه هذا النوع من الخوف . عرض نفسك بالتدريج للظلام، فادخل الغرفة واجعلها في إضاءة خافتة، وبعد فترة يمكنك إطفاء الإضاءة كاملاً والجلوس في الغرفة والتأمل في الظلام وفي الليل وأن الله تعالى قد جعل الليل لباسًا، وتذكر أن هنالك هرمونات معينة في جسم الإنسان لا تفرز إلا في أثناء الظلام، وهذه رحمة ونعمة كبيرة.
وهكذا بالنسبة للأماكن المرتفعة، أرجو أن تعرض نفسك لها بالتدرج، فمثلاً اصعد في مبنى شاهق للطابق الأول وانظر إلى أسفل المبنى لمدة خمس دقائق، وكرر ذلك خمس مرات متتالية، وبعد ذلك اصعد مثلاً للطابق الثاني ثم الطابق الثالث، وهكذا.
وعليك أيضًا أن تتأمل وتنظر إلى هؤلاء العمال الذين يعملون في العمارات الشاهقة دون أي خوف، وهؤلاء العمال الذين ينظفون هذه البنايات الشاهقة، وقول لنفسك (ما الذي يجعلني أخاف) وهكذا، هذا نوع من التعريض السلوكي الذي يعتبر جيدًا ومفيدًا.
منقول بتصرف من موعق الإسلام وب - قسم الإستشارات