عرض مشاركة واحدة
قديم منذ /11-17-2014, 11:32 AM   #76

أبو البقاء

غير موجود

 رقم العضوية : 1327
 تاريخ التسجيل : Mar 2011
 الجنس : ذكر
 المكان : ضفاف وادي حنيفة
 المشاركات : 718
 النقاط : أبو البقاء

 

افتراضي لو كنت مسؤولا ..







في صباح شاتي قدم النادل إلى طاولة " أبو البقاء" مناديا ..

(قهوة مرة) ؟



ضحك أبو البقاء في وجهه ساخرا:


. ( خبرك عتيج ) .. ناولني قدحا من العصير غير المثلج ..!



وبينما النادل يعمل لتجهيز قدح العصير
انشغل أبو البقاء في ترتيب أحجار "الدومينو"

التي اتفق مع أصحابه الثلاثة

(أبو عبدالإله ، راحل ، عقاب )

من ليلة أمس على ممارسة هذه اللعبة الخفيفة صباح اليوم
خصوصا واليوم عطلة أسبوعية ..



قدم الثلاثة على الموعد يتقاطرون كأنما اتفقوا على كسب الوقت

قبل أن يمتلئ المقهى ويعج بالزبائن!

أخذ كل واحد منهم مكانه على الطاولة ..

ثم دارت قطع اللعبة بينهم بالتساوي ..


******



نظر أبو البقاء في القطع "السبع" التي تنام على راحة كفه ..

ثم مط شفتيه مستنكرا حظه الذي أوقعه في قطع نصفها فارغ ..

ما يعني وقوعه في حرج للتخلص منها وبالتالي خسارته ..!

كان لا يطيق احتمالا ضحكات صديقه " عقاب" بعد كل خسارة !

كأنه يرى في أسنانه المتفرقة في فمه بشكل عشوائي ..

قضبان سجن داخل قلعة مهجورة

على شاطئ جزيرة صخرية بأعالي المحيطات !!



حدث أبو البقاء نفسه ..اليوم ليس يومي .. سأشغلهم بما هو أهم ..



· قال أبو البقاء .. موجها حديثه للأصحاب ..

ألا توحي لكم هذه النقط السوداء على قطع الدومينو بشيء ؟!



نظر الجميع إليه مستغربين هذا السؤال والدهشة تعلو وجوههم ..!



- قطع " راحل " لحظة الصمت .. متكئا على فراسته،

في التعاطي مع أصعب الألغاز وإيجاد الحلول لها:

بلى وربي .. ولكأنها " المطبات والحفر "

التي انتشرت في شوارع وطرقات بلدتنا الوادعة " عرقة " دون حراك من أحد !

وكأنها تقبع في إحدى المناطق النائية من البلاد ..

لا ضاحية تُعدّ متنفسا لأهالي العاصمة !



هز الجميع رؤوسهم مصادقين على إجابته ..




· فيما انشغل " أبو البقاء" في ما بعد هذه الإجابة ..وقال :

الصديق "راحل" فتح موضوعا وربما " جُرحا" قد نتفق معه ..

وهو الإهمال الذي تلاقيه البلدة من المسؤولين وربما من كثير من أهلها ..

لكن ما رأيكم لو كان كلٌّ منا مسؤول وبيده القدرة – بتوفيق الله له –

على إحداث تغيير إيجابي يخدم البلدة وأهلها ؟

ما الذي سيقدمه كل منا ..؟

لنبدأ بالصديق أبي عبدالإله ..



- طبعا – لم يمرِّر أبو عبدالإله هذا الاختيار مرورا كريما -

فصاح في وجه أبي البقاء ..

ولِم تختارني أولا ..؟ أنا سأسمع رأي الإخوان ثم أجيبك ..!



· ردّ أبو البقاء مبتسما .. أنت رجل تحب التيامن في كل شيء ..

وأنت على يميني الآن فلتبدأ .. واترك عنك المماحكات .. ههههه !



- قال أبو عبدالإله .. مقبولة منك ..

أنا سأختار أن أكون مسؤولا في هيئة الآثار والسياحة ..

وسأعمل على إعادة تأهيل وتجميل منطقة الظهيرة

لتكون مركزا سياحيا يعيد تراث الأجداد !! .



- استفز حديثه الجالسَ بجواره "عقاب" ورد بعجلته المعروفة عنه

معقبا (خصوصا وهو النازح إليها من منطقة أخرى..)



وقال : اتركنا من الأجداد رحمهم الله ..( قال تراث قال ..) !

وانشغل مرددا بعض الكلمات المغناة ..

(خلينا في الحاضر لا نشغل الخاطر ..) !


ثم أردف يقول ..

لو كنت مسؤولا في البلدية لسوَّيت هذه المباني القديمة

وبسطت أرضها ثم وزعتها ( منح أراض)

لأبناء البلدة الذين لم يتملكوا على ترابها مترا واحدا ..!



- صفّق له "راحل" مؤيدا هذه الخطوة غير آبه

بعبوس وجه الصديق أبي عبدالإله ..

وأضاف : أما أنا فلو كنت مسؤولا لأقمت مركزا ثقافيا

يخدم الجماعة وأهالي البلدة


يضم احتفالاتهم ومناسباتهم بأجور رمزية

ويكون منارة علم وثقافة واجتماع للجميع !



هزّ الإثنان رأسيهما بالموافقة على الفكرة ثم التفتا صوب أبي البقاء

يستنطقونه للحديث عن رؤيته للبلدة وتطويرها ..!



· فكّـر أبو البقاء قليلا وهو يرقب باب المقهى المفتوح ثم قال بصوت مرتفع ..

أما أنا .. (وقبل أن ينطق .. كحّ كحّة خفيفة مصطنعة ) فسأهجركم ..!

بل بلدتكم بل الرياض كلها عن بكرة أبيها مدة أربع سنوات ..!

حتى تردم جميع الحفر وتزال التحويلات ويتهادى قطار الرياض ..

ليعانق البوابة الشرقية للبلدة .. !



ثم تناول كأس العصير الوحيد على الطاولة ضاحكا ..

وأفرغه في فمه .. وانتصب قائما ..وصاح فيهم ..

(وضحكاته ترتد على مسامعهم كالمطرقة ..)!



. سلام يا أصحاب ..

إذا تحققت أحلامكم فلا تنسوا أن تخبروني بها لنلتقي بكم مجدّدا !


وولّى هاربا لا يلوي على شيء .. !!



- جاء النادل .. مسرعا .. ونادى : الحساب يا أبا البقاء ..!



· رد أبو البقاء ساخرا وهو يهمّ ركوب دابته ..

عندك المشرف على المنتدى .. (أبو عبدالإله) ..

خذ منه مائة درهم ولا تُعِد له الباقي.. ( قال تراث قال) .. !



...............................



· شمعة : لا تجعل الفكرة الواحدة تسيطر عليك !



فكرة وسيناريو وحوار (أبو البقاء)
علما أن الحقوق محفوظة !














قال أبو البقاء الرُّندي رحمه الله قبل عدة قرون
وكأنه يتحدث عن حالنا هذا اليوم :


لِـكُلِّ شَـيءٍ إِذا مـا تَمّ نُقصانُ .. فَـلا يُـغَرَّ بِـطيبِ العَيشِ إنسانُ
هِـيَ الأُمُـورُ كَما شاهَدتُها دوَلٌ .. مَـن سَـرّهُ زَمَـن سـاءَتهُ أَزمانُ
وَهَـذِهِ الـدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ .. وَلا يَـدُومُ عَـلى حـالٍ لَها شانُ


التعديل الأخير تم بواسطة أبو البقاء ; 02-10-2015 الساعة 11:27 AM
   رد مع اقتباس