المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : محمود سامي البارودي


عشقي هواها*
02-25-2010, 04:08 PM
http://up.arab-x.com/Feb10/QBr06674.gif (http://up.arab-x.com/)

هل من طبيبٍ لداءِ الحب أو راقي
يشفي عليلاً أخا حُزنٍ وإيراقي

إنّه فارس السيّف والقلم : محمود سامي البارودي .

أفضلُ شعراء العصر الحديث ، سيّدُ فُصحى الشعر ، أوّلُ ترتيبِ الأدب ؛ لا مُدافعة منه ولا مُزاحمة عليّه ... ومن قالَ غير هذا فليتقِ ربه ، وليستغفر ذنبه !

ردوا عليَّ الصِبا منْ عصريَ الخالي
وَهَلْ يَعُودُ سَوَادُ اللِّمَة ِ الْبَالِي؟

أذهلَ كُلَّ عاقِلة ، واستباحَ كلَّ ذِهن ، وطوّح بكل قلم !
تجيش الفصاحة في صدره ، وتنطلق على لسانه ، فيستقبلها بعدئذٍ الزمانُ مُرددا !
رصينٌ جزل ، وشهمٌ فحل ، وشاعرٌ لا يعرف الهزل !
كتبَ شعر الفروسيّة ؛ وهو الذي قد عاشها في معامع القتال المُر ؛ فكانت أشعاره حمْساً للدم ، وحماسةً على النفس !

وكتبَ الفخر ؛ فجمعَ بيّن الرِفعة والرِقّة :
قلبي سليمٌ ، ونفسي حرة ٌ وَ يدي
مأمونة ٌ ، وَ لساني غيرُ ختالِ
لَكِنَّني فِي زَمَانٍ عِشْتُ مُغْتَرِباً
في أهلهِ حينَ قَلّتْ فيهِ أمثالي
بَلَوْتُ دَهْرِي؛ فَمَا أَحْمَدْتُ سِيرتَهُ
في سابقٍ من لياليهِ ، وَ لاَ تالي
حَلَبْتُ شَطْرَيْهِ: مِنْ يُسْرٍ، وَمَعْسُرَة ٍ
وَذُقْتُ طَعْمَيْهِ:مِنْ خِصْبٍ، وَإِمْحَالِ
فَمَا أَسِفْتُ لِبُؤْسٍ بَعْدَ مَقْدُرَة ٍ
وَ لاَ فرحتُ بوفرٍ بعدَ إقلالِ


وأرسلَ الحكمةَ ؛ فكانت بخير لفظ ، وأحسنِ مُشير :

وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ تَسْلَمْ مِنْ خَدِيعَتِهِ
إنَّ العداوة َ جرحٌ ليسَ يندملُ
وَ عالجِ السرَّ بالكتمانِ تحمدهُ
فَرُبَّمَا كَانَ فِي إِفْشَائِهِ الزَّلَلُ
وَلاَ تَكُنْ مُسْرِفاً غِرّاً، وَلاَ بَخِلاً
فبئستِ الخلة ُ : الإسرافُ ، وَ البخلُ
وَ لا يهمنكَ بعضُ الأمرِ تسأمهُ
لا يَنْتَهِي الشُّغْلُ حَتَّى يَنْتَهِي الأَجَلُ
وَاعْرِفْ مَوَاضِعَ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ
فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ يَحْسُنُ الْعَمَلُ
فالريثُ يحمدُ في بعض الأمورِ ، كما
في بعض حالاتهِ يستحسنُ العجلُ


وكتبَ الحُب .. كتبَ الحب .. فثملتُ أنا منه ، وما استفقت :

ومن العجائب أنني أشكو الهوى
والذنب لي في كل ما أنا مُدّعي


وكتبَ الخيال ؛ فكان مدينةَ رسم :
أتُرى الحمام ينوح من طربٍ معي
وندى الغمامةِ يستهلُّ لمدمعي
ما للنسيم بليلة أذياله
أتُراهُ مرّ على جداول أدمعي
بل ما لهذا البرق مُلتهبَ الحشا
أسمَت إليّه شرارةٌ من أضلعي
لم أدرِ هل شعر الزمان بلوعتي
فرثى لها أم هاجت الدنيا معي
فالغيّث يهمي رقةً لصبابتي
والطيّر تبكي رحمةً لتوجعي
خطراتُ شوقٍ ألهبت بجوانحي
ناراً يدبُّ أزيزها في مسمعي


وأنّبَ نفسَه ؛ فجأر العشّاق جُواراً معه :

قد طالما يا قلبُ قلتُ لك احترس
أرأيتَ كيّف يخيبُ من لم يسمعِ
أوقعتَ نفسَك في حبائل خُدعةٍ
لا تُستقالُ فخُذ لنفسكَ أو دعِ


وناح برثاء أمه ؛ فصيّرها أُماً للأُمم ، وجعلَ كلَّ مُتذوقةٍ نائحة :

( رثاؤه لوالدته هنا مُنشدة ؛ بصوت الشيّخ عبدالعزيز الأحمد )

<embed src='http://www.albdoo.com/vb/clientscript/pe/jw/player-viral.swf' height='344' width='424' allowscriptaccess='always' allowfullscreen='true' flashvars='type=youtube&skin=nullclientscript%2Fpe%2Fjw%2Fskin.swf&state=COMPLETED&file=http%3A%2F%2Fwww.youtube-no****ie.com%2Fv%2Fr6ppcCoWjig&plugins=viral-1d'/>

هوى كان لي أن ألبس المجد معلما ,,,,,,فلما ملكت السبق عفت التقدما
ومن عرف الدنيا رأى ما يسره ........ من العيش هما يترك الشهد علقما
وأي نعيم في حياة وراءها ....... مصائب لو حلت بنجم لأظلما
إذا كان عقبى كل حي منية ........ فسيان من حل الوهاد ومن سما
ومن عجب أنا نرى الحق جهرة ...... ونلهو كأنا لا نحاذر مندما
يود الفتى في كل يوم لبانة .... فإن نالها أحنى لأخرى وصمما
إلى أن قال عن أمه ..
لعمري لقد غال الردى من أحبه ..... وكان بودي أن أموت ويسلما
وأي حياة بعد أم فقدتها ........ كما يفقد المرء الزلال على الظما
تولت فولى الصبر عني وعادني ..... غرام عليها شف جسمي وأسقما
ولم يبق إلا ذكرة تبعث الأسى ...... وطيف يواتيني إذا الطرف هوما
وكانت لعيني قرة ولمهجتي ..... سرورا فخاب الطرف والقلب منهما

جرت عليه صروفٌ من الدهر منوّعة ، فمن قيادة الجيوش ، ولذائذ النصر ، إلى النفي والتغريب عن الوطن ، ومراتع الصبا ، وحيداً طريداً في جزيرة سرنديب " سيلان " ؛ ليسيل فيها الشوقُ من جوانحه ، وتُرسلَ الرقّة من أضلُعه : دفيئةً حارةً مُرسلةً إلى وطنه وأهله ؛ فأنشأ فيها قصيدته الرقيقة " هل من طبيب لداء الحب أو راقي " وفيها بعثَ أشواقَه الحرّى إلى وطنه ؛ إذْ يقول منها :

يا روضة النيل لا مستك بائقةٌ
ولا عدتكِ سماءٌ ذات أغداقي
ولا برحتِ من الأوراق في حُللٍ
من سندس عبقري الوشي برّاقي
يا حبذا نَسَمٌ من جَوِّها عَبِقٌ
يسري على جدول بالماء دفّاقي



إلى أن قال :
إذا تذكرتُ أياماً بهم سلفت
تحدرت بغروب الدمع آماقي
فيا بريد الصّبا بلغ ذوي رحمي
أني مُقيم على عهدي وميثاقي



وفيها يسحبُ الدمع من عيّن قارئه ، بحبالِ حرفه ؛ حين يقول :
عصرٌ تولى ، وأبقى في الفؤاد هوى
يكادُ يشملُ أحشائي بإحراقي
والمرءُ طوع الليالي في تصرُفِها
لا يملكُ الأمر من نُجحٍ وإخفاقي
عليَّ شَيْمُ الغوادي كلما بَرَقَت
وما عليَّ إذا ضنّت برقراقي



ويختِمها بإسلام أمره لمولاه :
أسلمتُ نفسي لمولى لا يخيبُ لهُ
راجٍ على الدهر ، والمولى هو الواقي
وهوّن الخطبَ عندي أنني رجلٌ
لاقٍ من الدهر ما كلُّ امرئٍ لاقي
يا قلبُ صبراً جميلاً إنه قدر
يجري على المرء من أسرٍ وإطلاقي
لا بدّ للضيق بعد اليأس من فرَجٍ
وكلُّ داجيّةٍ يوماً لإشراقي


وقد كتب شاعرنا الإيمانيات ؛ فكان قوله زادَ تقوى :
إِنْ تَاهَ غَيْرِي بِالزَّمَانِ، فَلِي
قلبٌ بذكرِ اللهِ تياهُ



تعرفتُ عليّه في المرحلة الثانوية ؛ فصرختُ لأستاذي دون وعي : المتنبي ؟! فابتسم وقال : صدقت وأحسنت ؛ ولكنّه أنبأَ عصرَهُ ولم يتنبأْ فيه !

وحسبُهُ مني ( هنا ) أنّي قد اكتفيّتُ منهُ / به !
فإنّ الصمتَ في حرَمِ الجمال جمالُ !




منقول

عاشق سوريا
02-26-2010, 02:10 AM
الصمتَ في حرَمِ الجمال جمالُ ,,,
رحمك الله ايها البارودي,,
لفتة جميلة ,, ونقل موفق ,,
لله يعطيك العافية

بنت الدخيل
02-26-2010, 02:40 AM
يسلموووو على الطرح الجميل


موفقه ...

كنج عرقه
02-26-2010, 07:58 PM
يعطيك العافيه
وسلمتي على النقل

عشقي هواها*
05-26-2010, 04:25 PM
عاشق سوريا
بنت الدخيل
كنج عرقه
وجودكم انار متصفحي
بروعه حضوركم
جزيل الشكر لكم
ولإشراقه مروركم
بارك الله فيكم
ودمتم بكل خير~

بنوته عرقه
05-30-2010, 03:48 AM
الله يعطيك الف عافيه

اختيار جميل

ننتظر جديدك :)

مووودتي ...~

وحداني الرياض
07-30-2010, 08:01 AM
يسلم ذوقك
اختيار رووعه ونقل اروع